الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
عباد الله..
تحدثنا في الخطبة الماضية أن من أشراط الساعة الصغرى التي أخبر نبينا - صلوات ربي وسلامه عليه- بوقوعها ضياعَ الأمانة.
وذكرنا أيضا من العلامات كثرةَ القتل،يقتل القاتلُ ولا يدري فيما قتل،ويُقتل المقتول ولا يدري فيما قُتل.
معاشر المسلمين..
وإن مما أخبر عنه الرسول الكريم – صلوات ربي وسلامه عليه- أنه من أشراط الساعة" قبضُ العلم وانتشارُ الجهل".
عباد الله ..
إن كثيراً من أبناء المسلمين اليوم ينطبق عليهم قول الله جل وعلا ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)).
· كثيرٌ من أبناء المسلمين اليوم يجهل عقيدته وتوحيده فيجهل – مثلا- أن اليهود والنصارى كفار،مع أن الله جل وعلا نصّ على ذلك صراحة في القرآن فقال (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)).
وكثير من المسلمين يجعل في سيارته خرزة زرقاء يعتقد أنها تدفع العين،أو يحلف بالشرف أو الأمانة أو الأم أو الأخت،وكل ذلك شرك حذرت منه الشريعة أشد تحذير.
· كثير من أبناء المسلمين اليوم لا يحسن أن يصلي صلاةً صحيحة يؤدي شروطها وأركانها وخشوعها على الوجه الذي يحبه الله إذ لا يجد وقتاً يقرأ فيه كتاباً عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،ولكنه يجد وقتا للسهرات على المباريات والمسلسلات .
· كثير من المسلمين اليوم إذا عزم على حج أو عمرة فإنه لا يكلف نفسه أن يقرأ رسالة صغيرة أو مطوية مختصرة عن أحكام الحج أو العمرة بل يريد أن يتعلق بأذيال المرشد كي يلقنه الأوراد والأذكار كما يُلقن الطفل الصغير .
· كثير من شباب المسلمين اليوم يعرف أدق التفاصيل عن أسماء اللاعبين وأسماء الأندية،بل وعليهم يعقد الولاء والبراء ، فرجلٌ طلق زوجته لما خسر فريقه،وطالبٌ يضرب آخر لأنه – وعذراً- سب على اللاعب "مسي".
معاشر المسلمين..
روى الشيخان من حديث انس بن مالك- – أن رسول الله قال : من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبُتَ الجهل.
ورفع العلم – أيها المباركون- إنما يكون بموت العلماء الربانيين،فموت العلماء من علامات آخر الزمان، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله – – قال : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا "..
وسيبقى العلم ينقص والجهل يكثر حتى يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه فرائض الإسلام .
فقد روى ابن ماجة في سننه من حديث حذيفة- - أن رسول الله قال : يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لايدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة ( لا أله إلا الله ) فنحن نقولها..
معاشر المؤمنين..
وإن من علامات الساعة انتشار الزنى وفشوه بين الناس.
روى الشيخان من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل ، ويُشرب الخمر ، ويَظهر الزنا .
الزنا – عباد الله- جريمة من أشنع الجرائم ومنكر من أخبث المنكرات .
فيه تجرد عن الكرامة الإنسانية ،وارتكاسٌ في دركات الحيوانية والبهيمية،وتفشيه في الأمة منذر بعذاب الله ونقمته.
روى الحاكم في مستدركه- وقال :صحيح الإسناد - من حديث ابن عباس – ما - قال نهى رسول الله أن تشترى الثمرة حتى تطعم وقال إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله .
قال عبد الله بن مسعود – – إذا ظهر الزنى في قرية إلا أذن الله بهلاكها .
فما يجري على ظهر هذه الأرض من زلازلَ وبراكينَ وأعاصير إنما هي عقوبات من الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
الحمد لله وبعد..
عباد الله ..
روى ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر– رضي الله عنهما- أن رسول الله قال : لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير ، قلت : إن ذلك لكائن ؟
قال : نعم ليكونن ".
أسأل الله أن ي