إن للإمام دورًا كبيرًا، وواجبًا عظيمًا، إذا قام به حصل الخير الكثير للمصلين ولأهل الحي، فينبغي عليه مراعاته وعدم الإخلال به، وسأذكرها على شكل نقاط:
(فقه الإمامة):
1- إعطاء الإمامة والصلاة حقها، والحرص على تحري السنة واتباعها في ذلك، والشعور بأداء الواجب والإخلاص في العمل.
2- الاطلاع على أحكام الإمامة والصلاة، والاستزادة منها، ومناقشة بعض الموضوعات المتعلقة بذلك بين وقت وآخر، ورصد الفتاوى وقراءتها، حبذا لو قُرئ من كتاب مخالفات في الصلاة والطهارة للشيخ: السدحان.
3- تحري السنة في المجيء للصلاة، وفي الانصراف منها، وفي الأذكار بعدها، ونحو ذلك؛ لأنه قدوة ينظر إليه.
4- التأني والتوسط في أفعال الصلاة، وتحري السنة فيها، وعدم الاستعجال المخل أو التطويل الممل.
5- المحافظة على السنن الرواتب في المسجد أو المنزل، والتأكيد على أنها حِمًى وسياج للصلاة تحمي صلاة المحافظ عليها.
(أدب الإمامة):
1- الحرص على المواظبة، وضرب المثل الطيب في ذلك، بحيث يعد غيابه عن المسجد أو تأخره في إقامة الصلاة على مدار العام شيئًا لا يذكر.
2- عدم التخلف عن الإمامة، والحرص على المواظبة عليها.
3- الحرص على عدم التخلف في صلاتي الفجر والعصر خاصة، والابتعاد بالنفس عن مواطن سوء الظن والقيل والقال، فهي أكبر ما يقاس به الإمام من محافظة لأنه غالبًا موجود في منزله.
4- عند الاضطرار للتخلف عن الإمامة لسفر أو انشغال ينبغي إنابة الكفء، وحين طروء الانشغال والإحساس بعدم القدرة على المجيء للصلاة يكون الاتصال بالمؤذن، أو غيره؛ حتى لا يطول انتظار المصلين، ويصيبهم الملل والنفور.
5- الحرص على إقامة الصلاة في مواعيدها، وتثبيت ذلك، وعدم التقدم أو التأخر، وتراعى ظروف مساجد الأسواق ونحوها، أو المساجد المجاورة للمدارس.
6- تفويض المؤذن أو غيره من القادرين على الإمامة في إقامة الصلاة بعد دقيقتين أو ثلاث مثلاً من الوقت المحدد حتى لا يمل الناس الانتظار.
7- التقليل ما أمكن من الارتباطات والأسفار غير المهمة التي تؤدي إلى التخلف عن الإمامة، وإذا اضطر نوّب الكفء.
8- التحلي بالأخلاق الفاضلة، وأن يكون قدوة حسنة مألوفًا بين الناس، فأكثر ما يؤثر في الناس حسن الخلق فهو الباب الذي يقرب الناس من الإمام وغيره، وقد جاء في وصف الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، و «أثقل شيء في الميزان ، الخلق الحسن» [راوي الحديث -أبو الدرداء- الألباني، صحيح الجامع: 134].
9- تفقد أهل الحي سواء المحتاج منهم، أو من يمر بمشاكل، والمساهمة في حلها (التوظيف، إصلاح ذات البين) فلكل حي مشاكله وحاجاته، فينبغي على الإمام تفقد أهل الحي سواء المحتاج، والمريض، والذي عليه دين، بل حتى السعي مع الوجهاء والمسؤولين في الحي في توظيف بعض شباب الحي والعاطلين، وكذلك الحرص على السعي في حل النزاعات بين الجيران، وكذلك بين الزوجين، وإصلاح ذات البين ففيها عظيم الأجر، وكذلك محبةً لصاحبها.
(الإمام والنشاط الدعوي):
1- إلقاء الإمام لبعض الكلمات أحيانًا فيما يتعلق بأحداث الساعة الهامة، وما يراه من ملحوظات على المصلين، تربية الناس على الإخلاص في القول والعمل، وعدم رؤيته -أي العمل- أو حتى طلب العوض عنه بمدح أو غيره فالله وحده هو المكافئ، وهذا لا يمنع من أن ينسب الفضل لأهله، لكن لا يكون على هيئة تكريم على الملأ فالله هو صاحب الفضل في الأولى والآخرة، حقيقة "ما أجمل التعامل مع الله".
2- إقامة مكتبة خيرية في المسجد، أو مكتبة للقراءة والإطلاع.
3- توجيه بعض البرامج المذكورة إلى النساء مثل: المحاضرات والكلمات وحلقات التحفيظ والمسابقات ونحوها بالتعاون مع دُور الذِّكْر في الحي.
4- إيجاد دوريات لنساء الحي تكون ذات مردود دعوي إيجابي، وتكون في إحدى دور الذكر أو بعض المدارس، وتشجيع نساء الحي بالالتحاق بدور التحفيظ، وحثهن على ذلك أفضل من وضع دوريات، لأننا بالتجربة لاحظنا أن الدوريات ربما أخذت طابعًا مغايرًا عما وضع ورسم لها.
5- إقامة حلقة تحفيظ قرآن وما يتبعها من رحلات تربوية هادفة، سواء في داخل البلد أو خارجه مثل رحلة عمرة أو حج.
6- دعوة بعض الدعاة لإلقاء الكلمات من حين لآخر في المسجد، والتأكيد على المواضيع التي تهم المسلم.
7- إعداد مسابقة لأهل الحي لكل شهر أو شهرين وجوائزها.
8- التعاون مع النشطين في الحي، وذلك بتوزيع الكتب والأشرطة، ومتابعة المتهاونين في الصلاة، وزيارتهم، وكذلك باقي المنكرات.
9- التعاون مع أئمة المساجد المجاورة، والتنسيق معهم في صالح الدعوة، بحيث يكون للإمام اجتماع مع مجموعة من الأئمة في الأحياء المجاورة، والتنسيق معهم في طريق إيصال الخير إلى الجميع، وتحذيرهم من أسباب الفساد والعقوبة.
10- الاهتمام بالملصقات الدعوية التي تعلق في المسجد، وإعلانات المحاضرات.
11- القراءة عليهم بعد العصر حسب المصلحة، والقراءة عليهم بعد أذان العشاء حتى وقت الإقامة، في كل أسبوع يوم محدد؛ وذلك لنشر العلم الذي يسهم إسهاماً إيجابياً في صلاح المجتمع: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة: 122]، مرة في تفسير آيات ومرة قراءة فتاوى.
12- الاهتمام بالرحلات الدعوية، وكذلك رحلة الحج والعمرة؛ باختيار مجموعة مناسبة، ومن يذهب معهم.
13- الاهتمام بالمواسم الدعوية مثل: رمضان، الحج، بل أيام المحن والنكبات لإخواننا المسلمين، ودعمهم ماديًا ومعنويًا.
14- الاهتمام بالجاليات سواء العمالة، وكذلك الخادمات، وتوزيع الكتب والأشرطة عليهم، وربطهم بمكتب الجاليات في الحي، ووضع مسابقات لهم، والإجابة على فتاويهم وأسئلتهم، وحسن الخلق معهم، وحث أهل الحي على ذلك.
(الإمام والنشاط الاجتماعي):
1- الإفادة من المتقاعدين في خدمات الحي وغيرها.
2- الشورى وعدم الاستبداد بالرأي في أي قضية صغرت أو كبرت؛ لأنه نوع من التعامل بالغلظة والشدة الذي يورث النفور، وكره الجماعة للإمام، وتؤدي إلى عدم الاجتماع على الخير، بل إلى كره المسجد أحيانًا.
3- توثيق الصلة بالمسؤولين في الحي، والاستفادة منهم دعويًا واجتماعيًا في إدارتهم التي يعملون فيها.
4- الحرص على إكرام أعيان الحي، ومعاملتهم معاملة خاصة تليق بهم، بما يعود على الحي بالخير.
5- المشاركة في دورية للجيران كبيرة كل شهر، ومصغرة كل أسبوع، فهي من أكبر الروابط في الحي، ورأيت ثمارها في بعض الأحياء.
6- حصر التجار والمسؤولين في الحي، والارتباط بهم، أو ضمهم إذا أمكن في الدورية الشهرية، والاستفادة منهم، وكذلك مدراء المدارس، فالدعوة تحتاج إلى أمور كثيرة منها المال الذي يسهل كثيرًا من أمور الدعوة، وكذلك المسؤولون الذين يساعدون على إيصال الخير إلى دوائرهم وأحيائهم.
7- أن يكون للإمام دور مع أقربائه وزملائه بإقامة دورية شهرية، أسبوعية، فلا يكفي في حيه، بل في كل من جالسه من قريب وزميل.
8- أن يكون لدورية الحي قسط ثابت (100 -50) يصرف في الكتاب، الشريط، محفظ القرآن، الجوائز.
9- العمل على إيجاد عمل جماعي مع أهل الحي، سواء كان للقيام بمشروعات معينة، أو لمواجهة سلبيات الحي.
10- الاهتمام بالمؤسسات والدوائر الموجودة في الحي، وذلك بتعاون الإمام وغيره من أهل الحي مع تلك الجهات فيما يخدم الصالح العام، وتوثيق صلته بهم، ومن أهم هذه الجهات:
أ- مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يخفى ما لهذه المراكز من خير، ومنع الفساد، وهي بحاجة ماسة إلى التعاون معها كل في حيه.
ب- مراكز الشرطة.
ت- مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، وهي في حاجة إلى كوادر كبيرة من أهل الحي كل فيما يجيده، سواء في لجنة الكتاب، الشريط، المسلم الجديد، الموارد المالية، الإدارة.
ث- الجمعيات الخيرية.
ج- البلديات، وموظفوها الميدانيون خاصة.
ح- إدارات المدارس في الحي... وغير ذلك "مراكز الأحياء".
ساهم في نشر هذه المادة :