( هكذا ينبغي أن نخاطب الناس ونحن نقدم لهم الإسلام . لأن هذه هي الحقيقة ، ولأن هذه هي الصورة التي خاطب الإسلام الناس بها أول مرة . سواء في الجزيرة العربية أم في فارس أم في الروم أم في أي مكان خاطب الناس فيه.
نظر إليهم من علٍ ، لأن هذه هي الحقيقة ، وخاطبهم بلغة الحب والعطف لأنها حقيقة كذلك في طبيعته . وفاصلهم مفاصلة كاملة لا غموض فيها ولا تردد لأن هذه هي طريقته ، ولم يقل لهم أبداً : أنه لن يمس حياتهم وأوضاعهم وتصوراتهم وقيمهم إلا بتعديلات طفيفة ! أو إنه يشبه نظمهم وأوضاعهم التي ألفوها.. كما يقول بعضنا اليوم للناس وهو يقدم إليهم الإسلام .. مرة تحت عنوان : ( ديمقراطية الإسلام ) ! ومرة تحت عنوان : (اشتراكية الإسلام) ! ومرة بأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والقانونية القائمة في عالمهم لا تحتاج من الإسلام إلا لتعديلات طفيفة ! ! ! إلى آخر هذا التدسس الناعم والتربيت على الشهوات ) .
سيد قطب رحمة الله عليه[img]
[/img]